هيساو دوموتو 1928-2013

هيساو دوموتو (Hisao Domoto) (1928–2013) هو أحد أبرز الفنانين اليابانيين في القرن العشرين، وتُعرض أعماله في معرض HELENE BAILLY. عند تقاطع الثقافات، يفرض نفسه كرمز أساسي في التجريد الحسي، حيث يمزج بين تأثيرات الرسم الياباني التقليدي والطليعة الغربية. وتعكس إيماءاته القوية وتكويناته النابضة بالحياة سعيًا دائمًا لتحقيق التوازن بين المادة والحركة والطاقة.

وُلد في كيوتو عام 1928 في عائلة فنية، وتلقى تعليمه في فن “نيهونغا” المرموق، وهو أسلوب دقيق ومنظم ترك أثرًا عميقًا على مقاربته للّون والملمس. ومع ذلك، وبفضل انجذابه للتجريب، سرعان ما ابتعد عن التقاليد الأكاديمية لاستكشاف عالم التجريد. شكّل انتقاله إلى باريس عام 1955 نقطة تحوّل مفصلية في مسيرته، حيث انضم إلى دائرة “مدرسة باريس” وتقرّب من فنانين مثل جورج ماثيو، جان-بول ريوبيل وبيار سولاج.

في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، أحدث دوموتو ثورة في فن التجريد عبر تطويره لإيماءات تلقائية، حيث تولد من ضرباته اللونية الجريئة وتراكمات الطلاء الديناميكية أعمالٌ نادرة الكثافة والتعبير. وقد شارك في معارض كبرى على الساحة الدولية، من بينها بينالي ساو باولو ومعرض “دوكومنتا” في كاسل، مما عزّز تأثيره على الفن المعاصر عالميًا.

على مرّ العقود، تطورت أعماله نحو تراكيب أكثر صفاءً ونسيجًا أكثر تنظيمًا، دون أن يفقد ذلك التوتر الفريد بين النظام والفوضى الذي يميز بصمته الفنية. ويواصل إرثه الفني، القائم على المزج بين التقليد والحداثة، إلهام أجيال جديدة من الفنانين والمهتمين بالفن