شايم سوتين 1893-1943

Biography

شايم سوتين (Chaïm Soutine) هو فنان تعبيري بارز في القرن العشرين، وتُعرض أعماله في معرض هيلين بايي (HELENE BAILLY).

 

وُلد عام 1893 بالقرب من مدينة مينسك في بيلاروسيا، ونشأ في فقر شديد وفي ظل التقاليد الصارمة لليهودية الأرثوذكسية. أظهر منذ صغره شغفًا بالرسم، وركّز في بداياته على رسم البورتريهات لشخصيات من محيطه. تابع دراسته في مدرسة الفنون الجميلة في فيلنيوس (ليتوانيا). وقد تركت ذكريات الطفولة المؤلمة والمشحونة بالمعاناة أثرًا دائمًا في فنه.

 

في عام 1913، انتقل إلى باريس، المدينة التي اجتذبت حينها فنانين طليعيين من أنحاء مختلفة، واندمج في ما عُرف لاحقًا بـ”مدرسة باريس”. عاش في “لا روش”، وهي قرية فنية في مونبارناس، ثم في مشغل شارع فالغيير. كان يزور متحف اللوفر بانتظام ويتأمل أعمال كبار الرسامين في القرنين السابع عشر والثامن عشر، ما ترك أثرًا عميقًا على أسلوبه الفني. في تلك الفترة، عاش في ظروف قاسية، يُعاني من الفقر ويُكابد العزلة.

 

أُعفي من الخدمة العسكرية خلال الحرب العالمية الأولى، وتعرّف إلى أميديو موديلياني (Amedeo Modigliani) الذي أصبح صديقه ومرشده. وقدمه إلى التاجر ليوبولد زبوروفسكي (Léopold Zborowski) الذي ساهم في بيع نحو ستين لوحة من أعماله إلى جامع الأعمال الأمريكي الثري، الدكتور بارنز (Dr. Albert Barnes)، مما أطلق شهرته الدولية.

 

خلال الحرب العالمية الثانية، عاش سوتين في الخفاء متخفّيًا عن أعين الاحتلال. وتوفي في 9 أغسطس 1943 في باريس بسبب مضاعفات قرحة معدية حادة.

 

عُرف سوتين بطبيعته الانعزالية الحادة، وبشخصيته القلقة والساخطة، مبتعدًا عن الحركات الطليعية الكبرى مثل التكعيبية والمستقبلية والدادائية والسريالية، ليطوّر أسلوبًا فنيًا خاصًا به. تتّسم لوحاته بتعبيرية عنيفة، وضربات فرشاة قوية، وطبقات لونية كثيفة، تخلق تشوّهات شكلية وألوانًا متدفقة بالحركة. بقي سوتين وفيًا للمواضيع الكلاسيكية مثل الطبيعة الصامتة، المناظر الطبيعية والبورتريهات، واشتهر برسم الحيوانات المذبوحة أو المشقوقة، كتجسيد رمزي لمعاناته الشخصية. أعماله تشكّل شهادة صادقة على عواطفه العميقة واضطراباته الداخلية.