يُعدّ معرض هيلين بايي (HELENE BAILLY) في باريس من المعارض التي تعرض أعمال حركة السريالية، من بينها سلفادور دالي (Salvador Dalí)، ماكس إرنست (Max Ernst)، فيكتور برونر (Victor Brauner) أو جوان ميرو (Joan Miró).

نشأت السريالية في الفترة ما بين الحربين العالميتين، وهي ليست مجرد تيار فني، بل اندفاع نحو اللاوعي، ومحاولة لتمثيل ما يفلت من قبضة العقل والمنطق. في عام 1924، وضع أندريه بريتون (André Breton) أسس الحركة في “البيان السريالي”، داعيًا إلى تحرير الفكر بشكل كامل، بعيدًا عن السيطرة الواعية والمنطق. تصبح اللوحة فضاءً للمجهول، حيث تتشوه الأشياء، وتتحول، وتكتسي بالأسرار.

يُعدّ سلفادور دالي أبرز رموز السريالية: ساعاته الذائبة، ومناظره القاحلة المليئة بالمفارقات البصرية، تعبّر عن رؤية حادة وسريالية للعقل الباطن. إلى جانبه، يبتكر ماكس إرنست تقنيات جديدة مثل “الفروتاج” (الفرك) و”الغراتاج” (الخدش)، لتظهر أشكال غير متوقعة، تجمع بين الخيال والحلم.

أما فيكتور برونر، فيستحضر في أعماله أيقونات شخصية مشبعة بالرموز والأساطير، تتأرجح بين الغموض والتصوف. وبتحرير الصورة من كل قيد منطقي، يفتح السرياليون أفقًا جديدًا بين الواقع والخيال، يجعل من الفن مساحة للهروب المطلق.