• التجريد الحسي

  • يُعد معرض هيلين بايي (HELENE BAILLY) من المعارض البارزة في باريس التي تعرض أعمالًا تنتمي إلى تيار التجريد الحسي، لفنانين مثل هانس هارتونغ (Hans Hartung)، جورج ماثيو (Georges Mathieu)، شو ته تشون (Chu Teh-Chun) أو زاو وو كي (Zao Wou-Ki).

     

    نشأ تيار التجريد الحسي في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، مدفوعًا بالرغبة في كسر صرامة البناءات الهندسية للتيارات السابقة، والاستجابة للصدمات التي خلفها النزاع. ظهر المصطلح لأول مرة عام 1947 بقلم الناقد شارل إتيان (Charles Estienne)، قبل أن يُنظّر له بشكل موسع خلال خمسينيات القرن الماضي، خاصة على يد إتيان نفسه والفنان جورج ماثيو (Georges Mathieu)، الذي دافع بشدة عن حرية الإيماءة في الرسم.

     

    يعتمد هذا التيار على العفوية، واللون، والدافع العاطفي. لم يعد الهدف تمثيل الواقع، بل التعبير عن اهتزاز داخلي. ويُعد جورج ماثيو من أبرز شخصيات التيار، حيث حوّل الرسم إلى أداء مباشر: يرسم واقفًا، بسرعة، وأحيانًا أمام جمهور، مشكّلاً خطوطًا وإيماءات خاطفة. إلى جانبه، يتبنى هانس هارتونغ أسلوبًا أكثر تحفظًا، يتسم بإيقاعات رسومية مشدودة وخطوط حادة.

     

    يعارض التجريد الحسي الأشكال الهندسية الصارمة، ويستكشف لغة تشكيلية حرة، غالبًا ما تكون مرتجلة، حيث يحمل الإيماء بحد ذاته دلالة توازي الصورة. ويستمد هذا التيار فنه من العاطفة، والحدس، وأحيانًا من الروحانية، لتحويل اللوحة إلى فضاء يعكس الذات الداخلية، ويؤسس قطيعة جذرية مع القواعد العقلانية للفن الأكاديمي.

  • أعمال فنية

  • فنانون