CERAMIC BRUSSELS: Pablo Picasso Solo Show
اكتشف بابلو بيكاسو (Pablo Picasso) فنّ الخزف عام 1946، خلال زيارته لمعرض الفخار في مدينة فالوريس (Vallauris)، وهي بلدة صغيرة في منطقة بروفانس تشتهر بحرفها التقليدية. هناك، التقى بـ سوزان وجورج رامييه (Suzanne et Georges Ramié)، مالكي ورشة مادورا (Madoura)، والتي تُعد من أبرز الأماكن في تقاليد فن الخزف.
أُعجب بيكاسو على الفور بالإمكانات اللامحدودة التي يتيحها هذا الوسط الفني، حيث أسَرته ليونة الطين وتقنيات الحرق المختلفة، ما فتح أمامه آفاقًا إبداعية جديدة. بمساعدة آل رامييه، بدأ في خوض تجاربه داخل ورشتهم، محوِّلًا قطعًا يومية كالأطباق والمزهريات والصحون إلى أعمال فنية فريدة. أعاد بيكاسو ابتكار فنّ الخزف من خلال مزج رؤيته الشخصية، مستكشفًا رموزًا أسطورية وحيوانية وتجريدية، ومُبدعًا في التعامل مع الأشكال والملمس.
استمرّ تعاونه مع آل رامييه لأكثر من عقدين من الزمن، وأسفر عن إنتاج ما يقرب من 4000 قطعة خزفية. وقد مكّنه هذا الوسيط من التعبير عن حرية فنية مختلفة، حيث تتحاور المادة الحيّة للطين مع غزارة إبداعه.
بفضل فالوريس ودعم آل رامييه، أعاد بيكاسو تعريف مكانة الخزف، منتقلًا به من كونه فنًا وظيفيًا إلى لغة تشكيلية معاصرة وشخصية عميقة.
وهذه هي بالضبط الرؤية التي نسعى لتسليط الضوء عليها من خلال المعرض الفردي المخصص لبيكاسو، والذي تنظّمه معرض هيلين بايي (HELENE BAILLY) بمناسبة الدورة الثانية من Céramique Brussels.
تقترح السينوغرافيا تجربة غامرة من خلال عرض طاولة مزينة. وخلف الطاولة، سيتمّ عرض ملصقات من فالوريس، تُذكّر بالمغامرة الاستثنائية التي خاضها بيكاسو في ورشة مادورا برفقة آل رامييه.