هنري لورنس 1885-1954

هنري لورانس (Henri Laurens) هو نحات تكعيبي، تُعرض أعماله في معرض هيلين بايي (HELENE BAILLY).

يُعد هنري لورانس أحد أبرز ممثلي الحركة التكعيبية في مدرسة باريس. وُلد عام 1885 في عائلة من العمال في باريس، وكان فنانًا عصاميًا. تلقى تدريبًا كحجار متخصص في الزخرفة، واكتسب مهاراته في مواقع البناء حيث تعلم تقنيات النحت على الحجر التقليدية. بالتوازي مع ذلك، تابع بعض دروس الرسم، وبدأ بإنتاج منحوتات مستوحاة من أعمال أوغوست رودان (Auguste Rodin)، كما أبدى اهتمامًا خاصًا بالنحت الروماني والقوطي في العصور الوسطى.

وعلى عكس جورج براك (Georges Braque) وبابلو بيكاسو (Pablo Picasso)، الذين اقتربوا من النحت كامتداد لتجاربهم التصويرية، دخل لورانس عالم التكعيبية كنحات في الأساس. استقر في مونمارتر وعمل لفترة منعزلاً، قبل أن يلتقي بـ فيرناند ليجيه (Fernand Léger) عام 1909 أثناء إقامته في لا روش، ويصبح قريبًا من جورج براك ابتداءً من عام 1911.

رغم ذلك، لم يبدأ لورانس إنتاج أعماله التكعيبية إلا في عام 1915. مثل بيكاسو، اشتغل على تقاطع المستويات الهندسية لخلق خطوط بنائية، لكن خلافًا له، استخدم مواد مثل الخشب وصفائح المعادن ليضفي على أعماله تباينًا ملموسًا، كما أصر على أهمية التلوين في النحت، معتبرًا أن اللون هو ما يمنح التمثال نوره الخاص.

مع مرور الوقت، تطورت أعماله نحو تمجيد الأشكال الأنثوية بطريقة شخصية جدًا، بعيدًا عن أي مرجعية واقعية. وقد شكّل موضوع المرأة، التي تصور أحيانًا بشكل أسطوري، جوهرًا لأسلوبه النحتي المتفرد، حيث عبّر من خلاله عن رؤيته الخاصة للعلاقة بين الكتلة والفراغ. واصل أبحاثه ضمن الروح التكعيبية حتى عام 1925، ثم عاد إلى العمل بالحجر وإنجاز تماثيل ضخمة قائمة بذاتها.

توفي هنري لورانس في باريس عام 1954، بعد أن ترك بصمة فنية بارزة في تاريخ النحت الحديث.