راوول دوفي 1877-1953
راوول دوفي (Raoul Dufy) هو فنان فوفي وانطباعي، تُعرض أعماله في معرض هيلين بايي (HELENE BAILLY).
في بداياته، كان راوول دوفي يعمل متدربًا في شركة لاستيراد القهوة، وكان في الوقت نفسه يتابع دروس المساء في مدرسة الفنون الجميلة في لوهافر على يد الرسام شارل لوييه (Charles Lhuillier). وهناك، التقى بإميل أوتون-فريز (Emile Othon-Friesz) الذي سيصبح لاحقًا أحد أقرب أصدقائه، ويتشاركان لاحقًا مرسمًا في مونمارتر.
في عام 1900، التحق راوول دوفي بمدرسة الفنون الجميلة في باريس، حيث التقى مجددًا بأوتون-فريز. عرضت لوحاته في صالون الفنانين الفرنسيين، ثم في عام 1903 في صالون المستقلين، حيث اكتشف لوحة ماتيس (Henri Matisse) الشهيرة «الترف، الهدوء، واللذة»، والتي كانت بمثابة لحظة كشف فني حاسمة بالنسبة له.
تأثرًا بالفوفية، بدأ دوفي فترة إنتاج فني غنية، مستخدمًا ألوانًا زاهية ونقية تنقل المشاعر وتضيء اللوحة وفقًا لمبدأ «الضوء اللوني». وبعد تجربة قصيرة مع التكعيبية المستوحاة من سيزان خلال إقامته في بروفانس مع براك (Georges Braque)، بلغ دوفي ذروته الإبداعية من خلال تطوير لغته التشكيلية الخاصة، المعتمدة على فصل اللون عن الرسم.
بالنسبة له، للألوان حياة خاصة بها، تتجاوز الكائنات. هي التي تشكل بنيان لوحاته، حيث يستخدم مساحات واسعة من الألوان الزاهية، يضيف عليها لاحقًا خطوط العناصر المختلفة.
منذ عشرينيات القرن الماضي، بدأ دوفي مرحلة إنتاج غنية ومتنوعة: من النقش والرسوم التوضيحية لأندريه جيد (André Gide)، إلى تصميم الأقمشة للخيّاط بول بواريه (Paul Poiret)، والديكورات المسرحية لجان كوكتو (Jean Cocteau)، والطلبات العامة والمعارض العالمية.
ومن أبرز أعماله الجدارية، عمله الضخم الذي أنجزه لجناح الكهرباء في المعرض الدولي لعام 1925 بعنوان «جنيّة الكهرباء» ، والذي يُعرض اليوم في متحف الفن الحديث بمدينة باريس.
ورغم إصابته بالتهاب المفاصل الروماتويدي منذ عام 1937، لم يتوقف عن العمل. وفي العام الذي سبق وفاته، نال جائزة الرسم في الدورة السادسة والعشرين من بينالي البندقية، تكريمًا لمجمل أعماله.
توفي راوول دوفي في 23 مارس 1953 في فوركالكييه. ويُعد من كبار الملوّنين في الفن الحديث، إذ خلّف وراءه إرثًا ضخمًا يضم أكثر من ألفي لوحة، وأربعة آلاف ألوان مائية، بالإضافة إلى العديد من الرسومات، النقوش، الرسوم التوضيحية، السيراميك، ونماذج الأقمشة المطبوعة.