مارسيل دوشامب 1887-1968

مارسيل دوشامب (Marcel Duchamp) (1887–1968) هو فنان فرنسي رائد في الحركتين الدادائية والمفاهيمية، وتُعرض أعماله في معرض HELENE BAILLY. يُعد من أبرز الشخصيات التي غيّرت مسار الفن الحديث، بفضل أفكاره الثورية التي أعادت النظر في مفهوم العمل الفني ذاته.

وُلد في عائلة فنية وبدأ الرسم في سن مبكرة. في بدايات القرن العشرين، تردد على أوساط الفنون الباريسية، متأثراً بالحركات الطليعية مثل الفوفية والتكعيبية، غير أن اهتمامه الأكبر انصب على قدرة الفن على إعادة اختراع الواقع، لا على تمثيله حرفيًا. هذا التوجه بلغ ذروته في لوحته الشهيرة “عارية تنزل الدرج” (Nu descendant un escalier, 1912)، التي تمزج بين تفكيك الحركة كما في المستقبلية والبناء الهندسي للتكعيبية.

في عام 1913، أحدث دوشامب ثورة في تاريخ الفن عبر تقديمه أول “ريدي-ميد” (Ready-made) – وهو مصطلح يشير إلى أشياء يومية عادية تتحول إلى فن من خلال اختيار الفنان لها. من بين أشهر هذه الأعمال: عجلة الدراجة (1913)، حامل الزجاجات (1914)، والنافورة (1917)، وهي مبولة موقعة باسم مستعار أثارت جدلاً واسعًا، واعتُبرت حجر أساس للفن المفاهيمي.

منذ عشرينيات القرن الماضي، بدأ دوشامب يقسّم وقته بين فرنسا والولايات المتحدة، وشرع في تجارب سينمائية، أشهرها Anémic Cinéma (1926) الذي وقّعه باسم أنثوي ساخر: Rrose Sélavy. ومع تراجع إنتاجه الفني في الثلاثينيات، ظل تأثيره حاضرًا، حتى أُعيد اكتشافه في الخمسينيات بفضل فنانين أمثال روبرت راوشنبرغ.

في عام 1963، نُظمت له أول معرض استعادي كبير في متحف باسادينا للفنون، مما أكد على الدور المحوري الذي لعبه في إعادة تعريف الفن في القرن العشرين.