إدغار ديغا 1834-1917

Biography

إدغار ديغا (1834–1917)، المعروف باسمه الكامل Hilaire Germain Edgar de Gas، هو رسام ونقّاش ونحّات ومصوّر فرنسي بارز، وتُعرض أعماله اليوم في معرض HELENE BAILLY.

 

يُعد ديغا من روّاد المدرسة الانطباعية، وتميّز بمقاربته التجديدية للحركة والضوء، خاصة في أعماله الشهيرة التي تصوّر راقصات الباليه ومشاهد من الحياة الباريسية. وقد أسهمت دقّته في الملاحظة، ورؤيته القريبة من التصوير الفوتوغرافي، وإبداعه في التكوين والبُعد البصري في التأثير بعمق على تطوّر الفن الحديث.

 

وُلد في باريس عام 1834، وبدأ دراسته في مجال الحقوق، قبل أن يتحول إلى دراسة الفن والرسم. ارتاد مكتبة النقوش الوطنية، حيث بدأ اهتمامه بروائع الفنانين الكبار. ومنذ عام 1853، أصبح نَسّاخًا للوحات في متحف اللوفر، ودرس على يد الرسام فيليكس-جوزيف باريا، ثم التحق بمرسم الفنان لويس لاموث، تلميذ أنغر، حيث تشبّع بأهمية الخط والرسم الدقيق. وبفضل والده، المهتم بجمع الأعمال الفنية، تعرّف على عدد من جامعي الفن المهمين مثل لاكاز، ومارسيل، وفال-بانسون. التحق بمدرسة الفنون الجميلة بباريس عام 1855، لكنه فضّل السفر إلى إيطاليا لدراسة أعمال كبار الرسامين مباشرة.

 

شارك ديغا في معارض الانطباعيين بين عامي 1874 و1886، إلى جانب كاميل بيسارو وإدوار مانيه. ورغم رفضه لمصطلح “انطباعي”، إلا أن أعماله أحدثت ثورة في الرسم الحديث، من خلال استخدامه المبتكر للتكوين، وتجاربه في تقنيات التأطير، وقدرته على التقاط الحركة. منذ عام 1870، أولى اهتمامًا خاصًا براقصات الباليه، فصوّر وضعياتهن، وحركاتهن، ولحظات التحضير، بمنهج أشبه بالفيلم السينمائي. وقد أعاد ديغا صياغة المشهد التشكيلي عبر تقليص عمق المنظور، وخفض زاوية الرؤية، والتركيز على شخصية واحدة أو مجموعة متحركة. وعلى عكس ما نُسب إليه من نقد مجحف، فإن ديغا هو فنان سامٍ في تصوير الأنوثة، إذ التقط باحترافية نادرة ارتدادات الضوء على الأجسام والأقمشة.

 

بدءًا من عام 1880، بدأت حاسة بصره في التدهور، مما دفعه إلى اعتماد تقنيات مثل الباستيل، والألوان المائية، والغواش. ومع تفاقم حالته البصرية، انسحب تدريجيًا إلى مرسمه، حيث واصل العمل بإصرار لا يلين. توفي عام 1917 عن عمر ناهز 83 عامًا، مخلفًا إرثًا فنيًا مذهلًا لا يزال يُلهم الفنانين والمصورين حتى اليوم.

Works