سلفادور دالي 1904-1989

Biography

يُعد سلفادور دالي (1904–1989) رسامًا ونحاتًا وكاتبًا إسبانيًا ذا شهرة عالمية، وتُعرض أعماله اليوم في معرض HELENE BAILLY. يُعتبر دالي من أبرز رموز الحركة السريالية، وقد أحدث ثورة في الفن الحديث من خلال عالمه الحلمي، ورؤاه الهلوسية، وجمالياته الفريدة التي تمزج بين التحليل النفسي والعلم والرمزية. يتميز أسلوبه الشهير بساعاته الذائبة، وشخصياته المشوّهة، ومناظره الخيالية التي ما تزال تفتن وتلهم عالم الفن حتى اليوم.

 

وُلد دالي في مدينة فيغيراس الإسبانية، ودرس بين عامَي 1921 و1925 في أكاديمية سان فرناندو بمدريد، حيث ربطته صداقة وثيقة بالشاعر فيديريكو غارثيا لوركا والمخرج لويس بونويل. في عام 1925، نظم أول معرض فردي له في غاليري دالمو في برشلونة، وقد لفت هذا الحدث انتباه كل من بيكاسو وميرو. بعد تأثره المبدئي بالمستقبلية، بدأ يهتم بالتكعيبية في العام نفسه. وخلال أولى رحلاته إلى باريس عام 1926، التقى ببيكاسو، وهو لقاء محوري في تطوره الفني.

 

في عام 1929، انضم دالي إلى جماعة السرياليين بعد أن قدمه ميرو خلال تصوير فيلم كلب أندلسي (Un chien andalou)، الذي شارك في كتابته مع لويس بونويل. وخلال تلك الفترة، التقى بالشاعر أندريه بريتون وبـغالا، التي أصبحت لاحقًا ملهمته وزوجته. طوّر دالي حينها ما عُرف بـ”المنهج البارانويدي-الناقد”، مستلهمًا من أفكار فرويد حول اللاوعي والتحليل النفسي. وقد تميزت أعماله آنذاك بظهور رموز متكررة مثل الساعات الذائبة، العكازات، الكائنات العجيبة، والوجوه المشوّهة، والتي عكست عالمًا بصريًا حلميًا وفانتازيًا.

 

ورغم استبعاده من مجموعة السرياليين عام 1934، استمر دالي في المشاركة في معارضهم، بينما بدأ استكشاف اتجاهات فنية جديدة. وفي أربعينيات القرن الماضي، عاد إلى أسلوب أكثر كلاسيكية، دون أن يتخلى عن رؤيته الطليعية. وتنوعت موضوعاته بين المرأة، الجنس، الدين، والحروب، وظهرت في رسوماته ولوحاته المطبوعة على حدّ سواء.

 

كان دالي شخصية استعراضية واستفزازية، حوّل حياته إلى عمل فني قائم بذاته، عبر عروض عامة ومواقف مسرحية غريبة الأطوار. وفي عام 1974، افتتح متحفه الخاص Teatro Museo Dalí في فيغيراس، وهو ثمرة عشر سنوات من العمل المتواصل. وفي سنواته الأخيرة، استكشف الرسم المجسم (الستيريوسكوب)، وقدم أول عمل له بتقنية “الهايبر-ستيريوسكوب” في نيويورك عام 1978.

 

توفي سلفادور دالي في برشلونة عام 1989، تاركًا إرثًا فنيًا لا يُقدّر بثمن وأثرًا بالغًا في تاريخ الفن الحديث والمعاصر.

Works