أنري-إدموند كروس 1856-1910

يُعد أنري-إدموند كروس (1856–1910)، المولود باسم أنري-إدموند دولاكروا، من أبرز رموز المدرسة الانطباعية الجديدة وأحد رواد فن التنقيط. كان من المؤسسين الأساسيين لـ”صالون المستقلين”، ولعب دورًا محوريًا في تطوّر الرسم الحديث. تُعرض أعماله اليوم في معرض HELENE BAILLY، وهي تجسّد مقاربة مبتكرة في استخدام اللون والضوء أثّرت في أجيال من الفنانين خلال القرن العشرين.

كان من المقرر أن يدرس الحقوق في ليل عام 1876، لكن كروس سرعان ما اختار طريق الفن، وانتقل إلى باريس حيث التحق بـمدرسة الفنون الجميلة. وتتلمذ على يد الرسام فرانسوا بونفان، وبدأ يعرض أعماله الأولى في المعارض الفنية، حيث التقى بكبار رواد الانطباعية والتنقيط، مثل كلود مونيه، وجورج سورا، وبول سينياك.

تحت تأثير سورا وسينياك، بدأ كروس يتبنّى تدريجيًا لوحة لونية أكثر إشراقًا وتوهجًا، وطوّر أسلوبًا متأثرًا بنظريات التقسيم اللوني، حيث كان يعتمد على لمسات صغيرة متجاورة لإحداث تأثيرات بصرية للضوء والحركة. وبالتعاون مع سينياك، أصبح من أبرز المدافعين عن تقنية التنقيط، مبتكرًا أعمالًا مشبعة بالألوان القوية والتباينات الدقيقة، وممهدًا الطريق أمام حركات فنية لاحقة مثل الوحشية (الفوفية) والنابيين.

ويُعترف اليوم بأنري-إدموند كروس كأحد كبار أساتذة الانطباعية الجديدة وكمُمهّد رئيسي لاستكشافات اللون التي شهدها القرن العشرون. وتُعرض أعماله ضمن أهم المجموعات الفنية العالمية، في كل من متحف المتروبوليتان للفنون ومتحف الفن الحديث (MoMA) في نيويورك، متحف الإرميتاج في سانت بطرسبرغ، ومتحف أورسيه في باريس.