أوغست شابو 1882-1955

Biography

يُعد أوغست شابو (1882–1955) من أبرز رسامي منطقة بروفانس، وشخصية أساسية في الحركة الوحشية والتعبيرية. وتُعرض أعماله اليوم في معرض HELENE BAILLY، حيث يتجلّى فيها استخدامه الجريء للألوان وخطوطه الحادة التي تتنقل بين صخب ليالي باريس وسكينة مناظر بروفانس الطبيعية.

 

تلقى شابو تعليمه الفني في مدرسة الفنون الجميلة بأفينيون تحت إشراف بيير غريفولا، ثم انتقل إلى باريس عام 1899، حيث التحق بأكاديميتَي جوليان وكاريير. لكن لأسباب مادية، اضطر إلى مغادرة العاصمة عام 1901 والتحق بالبحرية التجارية، ثم أدى خدمته العسكرية في تونس بين 1903 و1906. عاد إلى باريس عام 1907، وشارك في “صالون المستقلين” و”صالون الخريف”، إلى جانب رواد الوحشية مثل ماتيس، ديران وفلامانك.

 

خلال هذه المرحلة، جسّد شابو حياة الليل الباريسية برؤية لونية كثيفة، فرسم مشاهد من الملاهي الليلية، المقاهي، المسارح وبيوت الدعارة. تميزت لوحاته بتضاد لوني حاد بين الألوان الزاهية مثل الأصفر والأحمر وظلال الليل الداكنة كالأسود والأزرق البحري، ما أضفى على أعماله طاقة تعبيرية مشحونة وجوًا بصريًا كهربائيًا.

 

ورغم اندماجه في المشهد الباريسي، بقي أوغست شابو مرتبطًا بجذوره في بروفانس. وبعد نهاية الحرب العالمية الأولى، استقر نهائيًا عام 1919 في غرافيسون بمنطقة الألبيل، حيث وجد في طبيعة الريف مصدر إلهام لا ينضب. وقد كتب في رسالة إلى رينيه جان عام 1928 ما يلي:

 

“هل أعترف لك أنني لم تطأ قدماي باريس منذ عودتي من الحرب (…) كنت أنوي العودة، لكن ظروف حياتي جعلتني أستقر هنا، حيث أعيش مع زوجتي وأطفالي الأربعة. فقلت لنفسي: لماذا أغادر، طالما أنني مضطر للعودة في النهاية.”

 

ومع هذا التحول في حياته، تطورت أعماله نحو أسلوب أكثر صفاءً وتبسيطًا، حيث راح يلتقط عظمة المناظر الطبيعية في بروفانس باستخدام ألوان أكثر هدوءًا وخطوط أكثر اختزالًا، مانحًا لوحاته طابعًا تأمليًا يعكس سكون الريف وعمقه الروحي.

Works