رمبرانت بوغاتي 1884-1916
يُعد رمبرانت بوغاتي نحاتًا مرموقًا عُرف بمقاربته الطبيعية للنحت وبقدرته التعبيرية الفائقة في تصوير عالم الحيوان. يُعد أحد أساتذة التشكيل الفني، إذ يجسّد برهافة وواقعية رفيعة جمال الكائنات الحيوانية وقوتها. وتُعرض أعماله اليوم في معرض HELENE BAILLY، باعتبارها مرجعًا أساسيًا في تاريخ النحت الحديث ومصدر إلهام لكثير من الفنانين المعاصرين.
منذ نعومة أظفاره، أبدى رمبرانت بوغاتي شغفًا بالنحت، مستخدمًا الخشب والمعدن لصنع مجسماته الأولى خلال عطلات عائلية في جبال إيطاليا. وقد شكّلت الحيوانات محور اهتمامه، حيث بدأ في تشكيلها باستخدام مادة البلاستلين، مجسّدًا بقرة أو حيوانًا بريًا شاهده بعين دقيقة ومُحبّة.
عام 1903، استقرت عائلته في باريس، وهناك وجد مصدر إلهام لا ينضب في حيوانات “حديقة النباتات” (Jardin des Plantes) وسوق الخيول. رغم كونه عصامي التكوين، أظهر براعة استثنائية في فهم تشريح الحيوانات، مطورًا أسلوبًا تعبيريًا تلقائيًا يعتمد على التشكيل باليد مباشرة دون أي رسوم تمهيدية.
في عام 1904، لقيت موهبته تقديرًا سريعًا حين اختار أدريان أوريليان إبرار، مؤسس مسبك “إبرار”، أعماله لافتتاح معرضه في شارع رويال بباريس. وقد حظي المعرض بنجاح كبير وإشادة نقدية واسعة، مما كرّس مكانته بين أبرز نحاتي عصره.
منذ عام 1906، بدأ رمبرانت بوغاتي يسافر في أنحاء أوروبا، من فرنسا إلى ألمانيا وبلجيكا، حيث كان يرتاد حدائق الحيوانات الوطنية، وخصوصًا حديقة حيوانات أنتويرب. وهناك، درس ونحت نمورًا وظباء وزرافات ودببة ووحيد القرن، ليُنشئ من خلال هذه التجارب مجموعة نحتية فريدة تُعنى بالحياة البرية.
إلى جانب فرانسوا بومبون، يُعتبر رمبرانت بوغاتي من رواد تجديد النحت الحيواني، حيث نجح في إبراز حركة الحيوان وقوته الداخلية من خلال البرونز، جامعًا بين واقعية الشكل وشاعرية التعبير.