فيكتور برونر 1903-1966
يُعد فيكتور برونر (1903–1966) شخصية متفرّدة في حركة السريالية، فهو رسّام اللاوعي والغموض، يستكشف عالمًا حلميًا يعجّ بالرموز والتحوّلات. كان من أبرز رواد الطليعة الفنية الرومانية، ولعب دورًا محوريًا في نشر أفكار الدادائية والسريالية، لا سيما من خلال مجلات فنية مثل 75HP وUNU. وتُعرض أعماله اليوم في معرض HELENE BAILLY، حيث تسطع بنزعة سحرية وغنوصية فريدة.
في عام 1930، انتقل إلى باريس، حيث كوّن صداقات مع كونستانتين برانكوزي، ألبيرتو جياكوميتي، وإيف تانغي. وقد قدمه هذا الأخير إلى أبرز رموز السريالية الفرنسية، من بينهم مارسيل دوشامب، مان راي، وأندريه بريتون، الذي كتب مقدمة كتالوغ أول معرض له في باريس عام 1934. أشار بريتون في النص إلى الخيال المتفجر لدى هذا الرسام الروماني، وإن لم يكن الجمهور آنذاك مهيّأ لتلقّي أعماله.
عاد إلى بوخارست عام 1935، قبل أن يرجع إلى فرنسا في 1938، ليستقر لاحقًا في جنوبها ثم في سويسرا هربًا من الحرب. خلال هذه المرحلة، خاض فيكتور برونر تجارب فنية بأعمال صغيرة الحجم، طوّر من خلالها أسلوبًا شخصيًا يغلب عليه الغموض والحلم.
في عام 1945، عاد إلى باريس، وشارك في “المعرض الدولي للسريالية” في صالة مايغ (Maeght) عام 1947، حيث قدّم عمله الشهير «الذئب-الطاولة»، وهو عمل سريالي أيقوني غالبًا ما يُقارَن بفن الـ Ready-made.
بعد استبعاده من الدائرة السريالية عام 1948، توجه برونر نحو الرسم وتقنية الإنكوستيكا (الطلاء بالشمع)، مطورًا أسلوبًا جماليًا يقوم على الأشكال المُبسطة والتجريد المتزايد. ورغم أن فنه لم يلق في البداية التقدير المستحق، إلا أن اسمه بدأ يلمع لاحقًا، خصوصًا بعد معرض نُظم له في صالة بودلي (Bodley) بنيويورك عام 1961، ثم عندما مثّل فرنسا في بينالي البندقية عام 1966.
اليوم، تُعرض أعمال فيكتور برونر في أعرق المجموعات الفنية العالمية. وقد خُصص له معرض استعادي كبير في متحف الفن الحديث بباريس عام 2020، ما يؤكد مكانته الجوهرية في تاريخ الفن السريالي.