ألكسندر أرشيبنكو
وُلد ألكسندر أرشيبنكو في كييف عام 1887، وبدأ دراسته في أكاديمية الفنون الجميلة في مسقط رأسه، قبل أن يتركها ليسلك طريقاً فنياً خاصاً به. مدفوعًا بفضول تجاه الحركات الطليعية الأوروبية، وصل إلى باريس عام 1908 واستقر سريعًا في «لا روش»، وهو ملتقى رئيسي للفن الحديث في حي مونبارناس.
في هذا المحترف الجماعي النابض بالحياة، حيث التقى الفنانون الشباب من فرنسا وخارجها، اكتشف أرشيبنكو التيارات الفنية الرائدة مثل التكعيبية، الوحشية (الفوفيزم)، والتجارب التشكيلية التي كانت تميز المشهد الفني الباريسي آنذاك.
برز أرشيبنكو بسرعة كأحد رواد النحت التكعيبي، إذ نقل إلى المنحوتة ما كان بيكاسو وبراك يستكشفانه في الرسم. وفي باريس، انخرط في دوائر الفن الطليعي، وشارك في «صالون المستقلين»، وافتتح محترفًا-مدرسة في شارع ديبارت بحي مونبارناس، حيث علّم رؤيته الثورية لفن النحت.
وكان من أوائل من دمجوا الفراغ كعنصر نَحتي قائم بذاته، كما جمع بين خامات غير مألوفة، مما جعل من الجسد البشري فضاءً حقيقيًا للتجريد الفني.
يُعتبر أرشيبنكو عضوًا بارزًا في ما يُعرف بـ «مدرسة باريس»، وقد ساهم في إعادة صياغة أسس النحت الحديث. وقد شكّل إقامته في مونبارناس، رغم انقطاعها بسبب الحرب والمنفى، مرحلة مؤسسة في مسيرته. غادر أوروبا إلى الولايات المتحدة عام 1923 واستقر هناك نهائيًا، تاركًا تأثيرًا عميقًا ليس فقط في مجال النحت، بل أيضًا في الفنون التطبيقية والتعليم الفني