بالثوس 1908-2009

Biography

بالثوس هو رسام غامض وخارج عن الزمن، تتسم أعماله بسحر كلاسيكي وغموض شعري، وتتجاوز التقاليد الفنية الحديثة لتلتقط بجمال لافت قوة الصمت وحضور الحلم. تُعرض أعماله حاليًا في معرض HELENE BAILLY.

 

اسمه الحقيقي بالتازار كلوسوفسكي دي رولا، ويُعد من أبرز الشخصيات الفنية في القرن العشرين. تميز بأسلوب فني خارج عن السياق الزمني، يتأرجح بين الوفاء للتقاليد والتجاوز الجريء لها. وُلد في باريس في 29 فبراير 1908، وتوفي في روسينيير بسويسرا في 18 فبراير 2001، تاركًا خلفه إرثًا فنّيًا يتداخل فيه الغموض مع الشعرية.

 

ينحدر بالثوس من أصول بولندية، وينتمي إلى عائلة مثقفة وفنية. كان والده مؤرخًا للفن، ووالدته على صلة وثيقة بالعديد من الفنانين، ما سمح له بالتفاعل المبكر مع الأوساط الثقافية والفنية الطليعية في أوروبا.

 

رغم كونه عصامي التكوين، طوّر بالثوس أسلوبًا خاصًا به، متأثرًا بكبار فناني عصر النهضة مثل بييرو ديلا فرانشيسكا والرسامين البدائيين الإيطاليين. وعلى عكس التيارات التجريدية السائدة في زمنه، اختار بالثوس الفن التصويري، فكانت أعماله تنبض بالتأمل والرمزية، يغلب عليها الطابع الشعري الواقعي. من أشهر أعماله «الشارع» (1933) و«أطفال بلانشار» (1937)، حيث تظهر الفتيات في أوضاع تتسم بالغموض وقد تثير تساؤلات، مما أثار إعجاب البعض وجدلاً لدى آخرين.

 

ورغم الجدل المثار حول بعض أعماله، فقد نال بالثوس التقدير الواسع بفضل قدرته الاستثنائية على تجسيد الجمال واللغز المرتبطَين بمرحلة المراهقة، مستعينًا بإضاءة محكمة وخطوط دقيقة. نال العديد من الجوائز، وتولى منصب مدير الأكاديمية الفرنسية في روما سنة 1961، وأدار فيلا ميديتشي لمدة ستة عشر عامًا.

 

ترك بالثوس بصمة فنية متفردة في تاريخ الفن الحديث، بأسلوبه المستقل، وغموض شخصيته، مما جعله من أبرز الفنانين تميّزًا وتأثيرًا في القرن العشرين.