جورج سورا 1859-1891
جورج سورا (Georges Seurat) هو فنان ينتمي إلى التيارين التنقيطي والانطباعي الجديد، وتُعرض أعماله في معرض هيلين بايي (HELENE BAILLY).
يُعرف جورج سورا كمخترع تقنية التنقيط (Pointillisme)، رغم أنه تلقى في بداياته تكوينًا أكاديميًا تقليديًا في مدرسة الفنون الجميلة بباريس، حيث درس رسم الطبيعة والمواضيع التاريخية والأسطورية. إلا أنه ما لبث أن تخلى عن هذا النهج الكلاسيكي ليطوّر تقنية جديدة تعتمد على وضع بقع صغيرة من الألوان النقية لتشكيل الأشكال، وهي تقنية التنقيط. هذه المقاربة، المستمدة من الانطباعية، ترتكز على نظريات علمية حول تكامل الألوان طوّرها كل من أوجين شوفرويل (Eugène Chevreul) وشارل هنري (Charles Henry). يتّسم هذا الأسلوب الجديد بتجاور الألوان المشبعة، مما يجعل بعض النقاد يعتبرون أن التنقيط مهّد الطريق للوحوشية (الفوفية).
رغم تغير تقنية التنفيذ، فإن المواضيع التي تناولها سورا بقيت مشابهة لتلك التي عالجها الفنانون الانطباعيون: مناظر بحرية، مناظر ريفية، مشاهد من الحياة اليومية… ورغم أن إنتاجه كان محدودًا بسبب قِصر حياته، فإن أعماله مثل الاستحمام في أينيير (Une Baignade à Asnières) ويوم أحد بعد الظهر في جزيرة لا غراند جات (Un dimanche après-midi à l’Île de la Grande Jatte) تُمثّل تمامًا طموحات هذا التيار الفني.
عُرضت أعمال سورا في صالون الفنانين المستقلين، وكذلك في المعرض الثامن للانطباعيين عام 1886. توفي بشكل مفاجئ في ريعان شبابه عن عمر ناهز الثلاثين عامًا، تاركًا وراءه لوحات أصبحت اليوم من مقتنيات أعظم المتاحف في العالم، مثل المعرض الوطني في لندن، ومعهد الفن في شيكاغو، ومتحف أورسيه في باريس.