أوغست رودان 1840-1917

أوغست رودان (Auguste Rodin) هو نحات رمزي ورائد في الفن الحديث، وتُعرض أعماله في معرض هيلين بايي (HELENE BAILLY).

وُلد رودان عام 1840 في باريس وتوفي عام 1917 في مودون. بدأ دراسته الفنية في سن الرابعة عشرة في “المدرسة الخاصة للرسم والرياضيات”، المعروفة اليوم باسم المدرسة العليا للفنون الزخرفية، حيث تعلم تطوير حسه الجمالي على يد هوراس لوكوك دو بواسبودران (Horace Lecoq de Boisbaudran). هناك التقى بألفونس لوغرو (Alphonse Legros)، وفي عام 1855 اكتشف النحت خلال دراسته مع أنطوان-لويس باري (Antoine-Louis Barye) وألبير-إرنست كارييه-بيلو (Albert-Ernest Carrier-Belleuse).

بعد تخرّجه، عمل رودان كحرفيّ في عدة ورشات للنحت، في خضم التحولات العمرانية الكبرى التي أطلقها البارون هوسمان. إثر وفاة شقيقته ماريا، أقام رودان لفترة في دير، حيث نصحه الأب بيير-جوليان إيمار (Pierre-Julien Eymard) بمواصلة مسيرته في النحت.

من عام 1865 إلى 1870، تعاون رودان عن كثب مع كارييه-بيلو، أحد كبار النحاتين في ذلك الوقت. نال عمله تقديراً في عام 1875، وبدأ يعرض في صالون باريس. من هذه الشراكة وُلدت العديد من الزخارف المعمارية، مثل تلك الخاصة بأوبرا غارنييه ومسرح غوبلان.

في عام 1870، عمل مع أنطوان-جوزيف فان راسبورغ (Antoine-Joseph Van Rasbourgh) في بورصة بروكسل. وفي عام 1877، عرض عمله “عصر البرونز” (L’Âge d’Airain) في بروكسل ثم في صالون الفنانين الفرنسيين في باريس. عام 1879، انضم إلى مصنع سيفر الوطني للخزف، وافتتح محترفه في “مستودع الرخام” عام 1880.

تلقى من الدولة الفرنسية تكليفًا بإنجاز عمل نحتي مستوحى من أزهار الشر لشارل بودلير، والذي يُعد أكبر أعماله، لكنه لم يُصب في البرونز خلال حياته. في عام 1882، أنجز تمثال “المفكر” (Le Penseur)، وفي عام 1884، ألهمته علاقته المضطربة مع النحاتة اللامعة كامي كلوديل (Camille Claudel) عمله “الربيع الأبدي” (L’Éternel Printemps).

تميّز رودان عن الأسلوب الأكاديمي السائد آنذاك، إذ كان يحرص على نقل المشاعر من خلال جميع أجزاء جسد شخصياته، وليس فقط ملامح الوجه. طوّر تقنيات جديدة في النحت مثل التجميع والتكرار والتفكيك. وقد أضفى على أعماله طابعًا حيويًا يتجاوز الجمود التقليدي، مانحًا إياها إحساسًا فريدًا بالحرية. كما أبدع في استخدام التوازنات غير المستقرة لتحرير الشكل من الكتلة الأصلية، مع العودة دائمًا إلى المادة الخام.

في عام 1889، أسّس “الجمعية الوطنية للفنون الجميلة”، ونفّذ تمثالًا نصفيًا لفيكتور هوغو (Victor Hugo) من أجل مبنى البانثيون. كما عرض أعماله جنبًا إلى جنب مع كلود مونيه (Claude Monet) في معرض جورج بيتيه (Georges Petit). في عام 1894، أقام في منزل مونيه في جيفرني، حيث التقى بول سيزان (Paul Cézanne).

في عام 1916، قدم رودان ثلاث هبات للدولة الفرنسية بهدف تنظيم إرثه. وتمت المصادقة بسرعة على إنشاء متحف رودان من قبل مجلس الشيوخ.